POVERTY INDICATORS IN DESERT GOVERNORATES (CASE STUDY IN NORTH SINAI AND MATRUH GOVERNORATES) مؤشرات الفقر بمحافظات الصحارى )دراسة حالة محافظتى شمال سيناء و مطروح )

علي الرغم من تحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية علي مر التاريخ إلا أن ظاهرة الفقر مازالت مستمرة فالفقر ظاهرة عالمية تتزايد نتيجة للمعاناه في الحصول علي الموارد المختلفة .
          ويعتبر الفقر مفهوم متعدد الأبعاد حيث يتجاوز فکرة إنعدام الدخل ليشمل الحرمان من الحصول علي العديد من الحقوق الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية فالفقر يعني الجوع والإفتقار إلي المأوي اللائق وأن يکون الشخص مريض مع عدم قدرته علي العلاج أو الحرمان من التعليم  وعدم توافر العمل المناسب کما ان الفقر هو الإفتقار إلي الحرية والمشارکة ، و تعدد مفاهيم الفقر فهنالک الفقر النقدي والفقر غير النقدي وفقر الحاجات الإنسانية وفقر القدرات .
        ونظراً لما أشارت إليه الإحصاءات المختلفة من أن نسبة کبيرة من جملة السکان في مصر يعيشون تحت خط الفقر وإن کانت النسبة الأکبر ترکيزاً في الريف والمحافظات النائية الأمر الذي يدعو توجيه مزيد من الجهود لتلک المناطق تحقيقاً للعدالة الأجتماعية في توزيع الموارد والأنشطة وبصفة خاصة في المناطق الأکثر فقراً والتي تمثل أهمية خاصة لموقعها الجغرافي والمتمثلة في محافظتي شمال سيناء ومطروح وهما بوابتي مصر الشرقية والغربية ، حيث تم تمثيلهما بمدينتي العريش ، مرسي مطروح بما يضمان من مراکز وقري تتوافر وتتواجد بها کافة الفئات المعيشية المختلفة.
        لذا تناول البحث من خلال عينة عشوائية بسيطة التعرف علي الخصائص الإجتماعية المرتبطة بالفقر کحجم الأسرة والمستوي التعليمي لرب الأسرة ومهنة رب الأسرة ، ونسبة الإعالة بقري العينة وأهميتها النسبية وفقاً لمدي القرب من المراکز الرئيسية حيث تبين وجود فروق معنوية لحجم الأسرة والمستوي التعليمي لرب الأسرة ومهنة رب الأسرة ، ونسبة الإعالة بين القري القريبة والبعيدة من المراکز .
       کذلک تبين من نتائج التقدير (بإستخدام نموذج لوجيت) بعينة الدراسة بمحافظتي شمال سيناء ومطروح في ضوء الخصائص المميزة للفقراء من واقع بيانات عينة البحث وجود علاقة عکسية بين الحالة التعليمية لرب الأسرة وإحتمال أن تکون الأسرة فقيرة عند مستوي معنوية (0.05) وعلاقة طردية بين نسبة الإعالة وإحتمال أن تکون الأسرة فقيرة عند مستوي معنوية (0.05) ، ووجود علاقة طردية بين مدي کفاية الدخل الأسري عند مستوي معنوية (0.01)  ووجود علاقة عکسية بين الإنفاق الغذائي وإحتمال أن تکون الأسرة فقيرة عند مستوي معنوية (0.05)
      هذا وقد أشارت مؤشرات الفقر الممثلة فى نسبة الفقرو فجوة الفقر ، و شدة الفقر لبيانات العينة بالإستعانة بخط الفقر بقيمة 2 دولار (تقدير البنک الدولي) أن قيمة معامل جيني بلغت نحو 21.2% ، 20.15% لمحافظتي شمال سيناء ومطروح علي الترتيب کما أن نحو 27.3% ، 43.2% من الأسر بمحافظتي شمال سيناء ومطروح فقيرة ، إضافة إلي أن وضع الفقراء يقترب من خط الفقر بنحو87 -90% بما يعني أن المسافة بين الفقراء وخط الفقر ليست ببعيدة وبإتخاذ وتفعيل بعض السياسات يمکن العمل علي تخفيض تلک المسافة